من المتوقع أن تشعر بكثير من التوتر قبل اليوم الأول في المدرسة، في الواقع سيكون الأمر غريبًا إذا لم تكن كذلك. لكن السماح للتوتر بأن يسيطر عليك هو آخر ما تحتاج إليه في هذا الوقت بالتأكيد. ستبدأ حواسك بالتأهب من اللحظة الأولى، ثم تستدعي كل ما تعلمته وتدربت عليه بمجرد أن ترى ابتسامات الأطفال وهم يتوافدون إلى داخل الصف في يومهم الأول، إنها لحظة حماسية تود أن تخرج منها فائزًا بالتأكيد.
«دعونا نتذكر: كتاب واحد، وقلم واحد، وطفل واحد، ومعلم واحد، يمكنهم تغيير العالم» - ملالا يوسفزاي
الانطباعات الأولى.. تدوم!
الانطباعات الأولى في اليوم الأول من المدرسة تستحق بعض العناية، لأنها تصاحبك طوال رحلتك التدريسية. دائمًا ما يستعد المعلمون خلال فصل الصيف للعام الدراسي المقبل مع التركيز بشكل خاص على اليوم الأول من المدرسة. هناك توقعٌ دائم أن هذا العام الدراسي سيكون فريدًا بالنسبة للجميع، وهناك العديد من الشكوك والمخاوف التي تتعلق بالمتغيرات والظروف غير المتوقعة. نظرًا لأن عددًا لا يحصى من المعلمين لا يزالون لا يعرفون كيف ستبدو المدرسة هذا العام، فهناك العديد من العوامل التي تظل ثابتة. إن بناء العلاقات وإظهار الثقة، والحصول على توقعات إيجابية وواضحة، وإظهار التعاطف والرحمة هي أهداف فعالة للمعلمين في اليوم الأول من المدرسة.
مراجعة تهيئة الصف الدراسي
الفصل الدراسي الخاص بك هو مسرح عملياتك، ولذلك فإن التأكد من جاهزيته لاستقبال اليوم الأول يعد ركنًا أساسيًا من استعدادك للدرس الأول. عليك التأكد من إتاحة كافة المستلزمات والمواد والكتب والوسائل التعليمية.
ضع في اعتبارك كيفية تحديد ترتيبات الجلوس وتنظيم مواد الفصل الدراسي وعرض الديكورات. تأكد من سهولة الوصول إلى المواد مثل الكتب المدرسية واللوازم والوسائل التعليمية وأن تكون الإمدادات الاحتياطية جاهزة في حالة حدوث نقص غير متوقع.
يسمح لك التخطيط الفعال للفصل الدراسي بترتيب الوسائل التعليمية بطريقة منظمة، مما يوفر وقت التدريس ويقلل الاضطرابات.
خطط جيداً
في يومك الأول في مدرسة جديدة، يمكن أن يكون هناك الكثير مما يمكنك توقعه ولكن ما يمكنك الاعتماد عليه دائمًا هو المادة التي تقوم بتدريسها. تأكد من إعداد جميع خطط الدروس الخاصة بك في الليلة السابقة وتنظيمها لتكون جاهزة لليوم التالي. يمكنك الاستعانة كذلك بخطط العام السابق في حال أن الأمور لم تسر على النحو المخطط له، بحيث يكون لديك أنشطة احتياطية جاهزة للبدء. نوصي أيضًا بكتابة قائمة نقطية بجميع الدروس في اليوم والأهداف الرئيسية التي تريد تدريسها، بحيث يكون اليوم بأكمله في رأسك قبل أن تذهب للنوم. إن تدوين هذا على الورق سيجعل الأمر أكثر قابلية للإدارة في عقلك.
هل أنت مستعد؟
على الرغم من أن مدرستك ستزودك على الأرجح بجميع المواد اللازمة قبل البدء، إلا أنه يمكنك دائمًا إعداد تجهيزات احتياطية في حال كانت الأمور مشوشة في اليوم الأول. أحضر معك أقلامًا إضافية وأقلام رصاص وأقلامًا لوحية وأي شيء تحتاجه لتنفيذ دروسك. يمكنك أيضًا إحضار الكمبيوتر المحمول المنزلي الخاص بك والذي يحتوي على خطط الدروس الخاصة بك فقط في حالة عدم جاهزية جهاز الكمبيوتر المخصص لك من المدرسة.
أخيرًا، تأكد من وصولك إلى العمل في وقت مناسب حتى تتمكن من الحصول على أي دعم إضافي قد تحتاجه من المدرسة أو من زملائك، أو حتى يكون لديك الوقت لإجراء أي تغييرات في اللحظة الأخيرة.
تحقق من جدول الحصص
إذا أرسلت لك مدرستك جدولك الزمني قبل بدء عملك فتأكد من إلقاء نظرة فاحصة عليه، ولا تتردد من طلبه إذا لم يصلك. تأكد من معرفتك بترتيب الفصول في المدرسة ومكان كل فصل دراسي، وهذا سبب آخر للوصول إلى المدرسة مبكرًا، حتى تتمكن من تفقد المباني والتركيز بشكل أكبر على تقديم دروسك بدلاً من اللهاث خلف الخدمات اللوجستية في اليوم الدراسي الأول.
اعتنِ بصحتك الجسدية والعقلية
نحن نطلب من طلابنا أن يعتنوا بصحتهم الجسدية والعقلية في كثير من الأحيان لدرجة أننا ننسى أحيانًا أن نعمل على أنفسنا بالنصائح ذاتها. إذا لم تكن ممن يترددون على صالات الألعاب الرياضية فإن المشي لمسافات معقولة في اليوم السابق ليومك الأول في المدرسة يمكن أن يساعد في تصفية ذهنك وكذلك ضخ «الإندورفين» (وهو ناقل عصبي يتم تصنيعه في الجهاز العصبي المركزي، ويعمل على تخفيف الألم ويعطي شعوراً بالسعادة والراحة).
تأكد من تناول الطعام بشكل جيد في الليلة السابقة أيضًا. تناول طبقك المفضل الذي سيمنحك الكثير من العناصر الغذائية لليوم التالي. أخيرًا، تأكد من إحضار الكثير من الفاكهة أو الوجبات الخفيفة الصحية معك حتى تتمكن من الحفاظ على طاقتك طوال اليوم.
نم مبكرا
العمل في التعليم يعني أنك معتاد على البداية المبكرة ليومك، لكن لا يمكنك أن تحرق الشمعة من الطرفين! تأكد من الذهاب إلى السرير في وقت معقول واتباع عاداتك الليلية المعتادة.
يمكن أن يساعدك تجنب الكافيين أيضًا في الحصول على راحة جيدة وعميقة. حاول إيقاف تشغيل هاتفك حتى تتجنب أي ضوء أزرق قبل الذهاب إلى السرير.
إذا كنت تواجه مشكلة في الخلود للنوم، فلا تستلقِ على السرير وتنتظر حتى تنام، بل حاول النهوض وتغيير المشهد والقيام بشيء يريحك شخصيًا. يمكنك بعد ذلك العودة إلى السرير بعد 20 دقيقة، بدلًا من الاستلقاء محبطًا لنفس الفترة من الوقت.
قدم نفسك بشكل جيد
لا يقتصر اليوم الأول من المدرسة على إعداد الفصل الدراسي أو وضع القواعد فحسب، بل إنه أيضًا فرصتك لترك انطباع أول لا يُنسى كمعلم.
فيما يلي بعض النصائح لمساعدتك في كيفية تقديم مقدمة جيدة لبدء اليوم الأول من التدريس:
- ابدأ حديثك بابتسامة مرحبة وتحية ودية. يمكن للابتسامة الترحيبية أن تريح طلابك على الفور، وتجعلهم يشعرون بالتقدير والاحترام.
- شارك قليلاً عن نفسك - شغفك بالتدريس وخلفيتك الأكاديمية واهتماماتك. اسمح لطلابك بإلقاء نظرة خاطفة على الإنسان الكامن داخل المعلم.
- أضف لمسة شخصية من خلال مشاركة قصة قصيرة أو حكاية ذات صلة تربطك بطلابك. هذا يمكن أن يجعلك أكثر حميمية وتواصلًا.
- عبر عن اهتمامك وشغفك الحقيقي بالموضوع الذي ستُدرِّسه، لأنه قد ينتقل بدوره إلى طلابك. عندما يرى الطلاب حماسك، يمكن أن يشعل ذلك فضولهم ويجذب اهتمامهم بالموضوع.
- حدد توقعات واضحة منذ البداية. قم بشرح قواعد الفصل الدراسي والروتين والمعايير الأكاديمية لمساعدة الطلاب على فهم ما هو متوقع منهم.
- اطلب من طلابك تقديم أنفسهم أيضًا، وإنشاء اتصال ثنائي الاتجاه وتعزيز بيئة الفصل الدراسي الشاملة منذ اليوم الأول.
قد يهمك: كيف تكون معلمًا عظيمًا مدى الحياة؟!
مستحبات ومحاذير لليوم الأول من العام الدراسي
ينطوي اليوم الأول على كثير من الزخم في الغالب، وبالتأكيد فأنت ترغب في أن يسير كل شيء على ما يرام، ولكن هناك الكثير مما يجب عليك تتبعه.
ولمساعدتك على البقاء مطلعًا على الأمور، إليك قائمة بما يجب عليك فعله وما لا يجب فعله في أول يوم لك:
- كن دقيقًا ومنظمًا: التواجد في الوقت المحدد والاستعداد الجيد يعني أنك تبدأ يومك الأول في بالطريقة الصحيحة. ينبغي عليك الوصول مبكرًا والترحيب بطلابك، ومراجعة تحضيرات الصف، ما يمهد الطريق لبداية سلسلة.
- الاستماع الفعال والصبر: يبدأ التدريس الفعال بالاستماع إلى طلابك. انتبه لطلابك وأسئلتهم من اليوم الأول، تحلَّ بالصبر والتعاطف. يمكن أن يساعد ذلك في إنشاء بيئة صفية يشعر فيها الطلاب بأن أصواتهم مسموعة ولها قيمتها.
- كن ودودًا ومُرحِّبًا: ابتسم وشارك في محادثات ودية وأظهر اهتمامًا حقيقيًا بالتعرف على طلابك لخلق جو جذاب. يعمل التواصل السلس على تعزيز الثقة بينك وبين طلابك ويجعلهم أكثر ارتياحًا في صفك.
- تعرف على طلابك: قم بإشراك الطلاب بشكل فعال في عملية التدريس والتعلم وطرح الأسئلة. تشجيع المناقشات والتفاعلات لخلق بيئة صفية جذابة. يميل الطلاب الذين يشاركون أكثر إلى البقاء أكثر تركيزًا ويشعرون بارتباط أقوى بالموضوع.
أما فيما يتعلق بالمحاذير، فيتعين عليك ...
- تجنب التحميل المفرط للمعلومات: على الرغم من أنه من الضروري مشاركة المعلومات الأساسية، لا تثقل كاهل الطلاب بالتفاصيل المفرطة. تأكد من أنك تقدم القواعد والتوقعات بطريقة واضحة وموجزة.
- الحفاظ على التوازن بين الحزم والعدل: إن تطوير سلوك معقول تجاه الانضباط في الفصل الدراسي ينطوي على تحقيق توازن بين أن تكون صارمًا للغاية ومتساهلًا للغاية. من المهم الحفاظ على النظام في الفصل الدراسي دون إثارة التوتر أو الفوضى.
- تجنب الإقصاء: إن الإقصاء بشكل سلبي، خاصة في اليوم الأول، يمكن أن يضر بعلاقاتك بهم. قد لا تعرف طلابك جيدًا بما يكفي في اليوم الأول لتمييزهم، لذا فمن الضروري أن تستغرق بضعة أيام لمراقبة وفهم سلوكهم قبل معالجة أي مشكلة بلباقة. ويتيح هذا النهج استجابة أكثر استنارة وعدالة.
- تجنب الإفراط في الواجبات المنزلية: من الأفضل عدم تكليف الطلاب بكميات كبيرة من الواجبات المنزلية في اليوم الأول. امنح الطلاب وقتًا للتأقلم مع الفصل الدراسي وقم بتقديم الواجبات المنزلية تدريجيًا على مدار العام. يمكن أن يؤدي التحميل الزائد عليهم في البداية إلى شعورهم بالإحباط وتكون مشاعر سلبية تجاه دروسك.
تواصل مع زملائك المعلمين
لا تنتهي الخطة الرائعة ليومك الأول عند علاقتك بفصلك وطلابك، إذ يتعين عليك تعزيز علاقاتك بزملاء المهنة داخل المدرسة وبناء علاقات جيدة معهم، هذه العلاقات يجب أن تشكل نواة جيدة للتعاون المستقبلي والحصول على الدعم عند الحاجة، وإكسابك مزيدًا من الخبرات والمعرفة التي حصل عليها زملاؤك الآخرون مسبقًا، وفيما يلي نقدم لك بعض النصائح لتحقيق تواصل جيد مع زملاء مدرستك من المعلمين:
- قم بالخطوة الأولى: بادر بتقديم نفسك لزملائك المعلمين وإداريي المدرسة. يعد بناء علاقات عمل جيدة مع الزملاء أمرًا ضروريًا للحصول على تجربة تعليمية إيجابية. أظهر حماسك بشأن التعاون والمساهمة في المجتمع المدرسي.
- قم بتوسيع شبكة علاقاتك: من خلال الانضمام إلى مجموعات التواصل الاجتماعي ذات الصلة أو المنتديات عبر الإنترنت في مجتمع التدريس في مدرستك. يمكن أن توفر هذه الاتصالات أفكارًا وموارد وفرصًا لمعرفة المزيد عن المدرسة ومساعدتك في وظيفة التدريس الخاصة بك.
- استثمر الوقت لبناء العلاقات: استغل الفرص المتاحة لنقل العلاقات مع زملائك على مستويات أعمق. ناقش فلسفاتك التعليمية، وتبادل ممارسات التدريس المبتكرة، وقدم الدعم عند الحاجة. يمكن أن تؤدي العلاقات المهنية القوية إلى التعاون ومشاركة الخبرات وبيئة عمل إيجابية.
ختاماً..
بينما تخطو لأول مرة في العام الدراسي إلى الفصل، تذكر أن شغفك بالتدريس يمكن أن يشعل حماسًا موازيًا لدى طلابك. حافظ على تركيزك واتبع الاستراتيجيات المقدمة هنا لضمان يوم أول ناجح من تجربة التدريس. نأمل أن تساعد هذه النصائح في تنظيم عقلك استعدادًا لبدء التدريس. ومع ذلك، فإن كل الاستعدادات في العالم لا يمكن أن تساعد بشكل تام. مع كل إنجاز ستزداد ثقتك في قدرتك وستعمل أعصابك على تغذية شغفك بدلاً من إعاقته. حظًا طيبًا للجميع!