عامٌ دراسي بدون أعباء: 6 نصائح لتنظيم الحياة والعمل لكل معلم!

يتوزع يوم المعلم بين بين مهام تعليمية إبداعية مثل التحضير للدروس، وبين المهام التحليلية مثل تحليل بيانات الطلاب، بالإضافة إلى المهام غير التعليمية مثل حضور الاجتماعات وأداء الواجبات الشخصية والالتزامات الأسرية، فكيف يمكنه إدارة جميع مهامه ومسؤولياته بطريقة أكثر كفاءة وإنتاجية؟ في هذا المقال نتناول أقوى النصائح التي تساعدك على إدارة أعباء العمل والحياة بطريقة منظمة من خلال تغييرات صغيرة تحدث اختلافا كبيرا مع الوقت.

نصائح للمعلم من أجل تنظيم الحياة والعمل

1. ضع أهدافا تحفزك على العمل

تمثل الأهداف وجهة تقود المعلم في مسيرته المهنية وحياتة الشخصية، وتعد محفزا يبعثه على النهوض كل يوم وبذل ما يستطيع لتحقيق هذه الأهداف، لذلك فكر مليا في أهدافك الشخصية والمهنية والأسرية، سواء كانت أهدافا على المدى القصير أو المتوسط أو الطويل. 

لا تستصغر الأهداف البسيطة فقد تكون أساسا لتحقيق أهداف أكبر وتمنحك الثقة في قدرتك على الإنجاز وتحقيق الطموحات والأحلام، على سبيل المثال قد يكون هدفك في الفترة القادمة هو التخلص من عادة التسويف وتدريب نفسك على إكمال المهام المطلوبة وتوديع المماطلة.

ضع في حسبانك كذلك، النتائج التي تريد تحقيقها من أهدافك، فمثلا عندما تعقد اجتماعا مع أولياء الأمور، اكتب بشكل مسبق النتائج المطلوب الوصول إليها في نهاية الاجتماع، ستوجه النتائج بوصلة الاجتماع وتساعد في إدارته بطريقة جيدة، كما أنها ستمثل مبررا للوقت والجهد الذي تبذله في الاجتماعات اللاحقة، ما يجعلك تحضرها بحماس وتركيز أعلى في المرات القادمة.

من العادات التي تساعدك على تحديد الأهداف، كتابة ثلاثة أهداف تود تحقيقها في صباح اليوم التالي، بهذه الطريقة تصبح أكثر تركيزا عندما تدخل الفصل غدا، إذ لن تضيع أي وقت في تحديد ما ينبغي عليك إنجازه في الحصة الدراسية، بل ستنظر في مفكرتك وتبدأ العمل على تحقيق الأهداف المكتوبة.

2. رتب أولوياتك بعناية

يقع على عاتقك كمعلم عبء العديد من المهام التي ينبغي القيام بها، عدا عن مهامك الشخصية والتزاماتك الأسرية فتشعر كأنك منجذب في العديد من الاتجاهات المختلفة، لذلك لا بديل في ظل هذا الزخم عن ترتيب الأولويات بحسب الأهمية، لكي تعرف بأي مهمة تبدأ وتعرف متى ترفض الالتزامات الجديدة ما دمت لا تملك لها وقتا في سُلّم أولوياتك. اتبع هذه العملية من أجل ترتيب جيد للأولويات:

• اكتب قائمة بمختلف المهام التي يتعين عليك إنجازها خلال اليوم أو الأسبوع، استخدم ورقة وقلم أو تطبيق هاتف بحيث تستطيع سرد وتنظيم عشرات المهام دون أن تغفل أيا منها، اعصف ذهنك لجمع جميع واجباتك كمدرس فيما يتعلق بالتدريس والبحث والخدمة، وضع في حسبانك الوقت النسبي الذي تستغرقه كل مهمة.
• عين المهام الأكثر أولوية بحيث تضع المهام العاجلة والأكثر أهمية على رأس القائمة، وتليها باقي المهام في ترتيب تنازلي.
• لا تقع في فخ وضع العديد من المهام كأولوية وإلا ستنتهي بترحيلهم من يوم لآخر ما يثير إحباطك ويجعل الترتيب بدون فائدة، لذلك ينصح الخبراء بأن تكتفي بوضع ثلاثة مهام في المتوسط كمهام ذات أولوية عالية.
• أجّل المشاريع ذات النتائج الأقل تأثيرا، وامنح المهام غير النمطية ذات التأثير القوي أهمية مناسبة، فمثلا تحمل الأنشطة الفنية والخارجية تأثيرًا مُحفزًا مثل الحصص الدراسية، لذلك ينبغي أن تكون في بعض الأحيان على رأس قائمة أولويات إدارة الصف.

3. تعلم إدارة المهام بفعالية

لا تكتفِ بسرد الأعمال التي ينبغي عليك القيام بها في قائمة حسب أولويتها، بل نظم هذه الأعمال بطريقة تساعدك على تنفيذها، ويعني ذلك ما يلي:

• قسّم الأعمال الكبيرة إلى مهام صغيرة بحيث تكون في مأمن من التأجيل، على سبيل المثال، "تحضير مادة اللغة الإنجليزية للصف السادس" مهمة ضخمة تستغرق العديد من الساعات والأيام، بدلا من ذلك قسمها إلى خطوات أصغر "تصميم شرائح العرض التقديمي" و"طباعة الأوراق" ..إلخ، ثم نفذ كل خطوة على حدة، بحيث تتذوق طعم الإنجاز في كل مرة تتم فيها إحدى الخطوات.
• ضع إطارا زمنيا لكل مهمة واحرص على الالتزام به حتى لا تستحوذ مهمة على وقت أطول مما ينبغي وينفد الوقت دون إنجاز المهام الأخرى التي لا تقل عنها أهمية، على سبيل المثال خصص 10 دقائق للرد على أسئلة الطلاب.
• لا تتعامل مع الإطار الزمني بشكل شديد الصرامة، فقد تظهر مهام غير متوقعة ولكنها عاجلة في الوقت نفسه، لذلك خصص لها وقتا مناسبا، فمهما بلغت براعتك في تنظيم المهام، لا يزال هناك مكان لحدوث مفاجآت.
• تجنب العمل على أكثر من مهمة في الوقت نفسه، قد تغريك سرعة الإنجاز بالمزاوجة بين أكثر من مهمة معا في وقت واحد أملا في الحصول على فائض من وقت الفراغ، إلا أن هذا الأمل غالبا ما يكون وهما، إذ تتحول الأمور إلى الأسوأ وتستغرق وقتا أطول مما توقعت في إنجاز المهمتين معا، فالعقل البشري يعمل بصورة أكثر كفاءة عندما يركز طاقته على شئ واحد فقط، على سبيل المثال لا تصحح أوراق إجابة اختباري الصفين الخامس والسادس معا، ستشعر بالارتباك، ويصبح أداؤك أقل كفاءة.
• حدّث قائمة مهامك بانتظام بحيث تعرف ما الذي أُنجز وما الذي ينتظر دوره. 

4. كن متأهبا للتطوير

تخضع المدارس لتحديثات تكنولوجية ولتغييرات في سياساتها وتتعرض المناهج الدراسية إلى تعديلات منتظمة، وتتطور مناهج التدريس بأساليب وتقنيات جديدة عاما تلو الآخر، ما يفرض على المعلم التكيف سريعا مع هذه التغييرات وتوظيفها لصالح ازدهار مستقبله المهني وضمان الانتقال السلس في رحلة التطوير والتحديث، ويعني ذلك أهمية أن تمتلك المهارات الستة الآتية للاستعداد للتطوير بكفاءة:

• التعلم المستمر: ابق على اطلاع بأحدث وأفضل الاتجاهات وطرق التدريس واغتنم الفرص التدريبية التي تتاح أمامك.
• القدرة على التكيف: تكيف سريعا مع أساليب وتقنيات التدريس الجديدة، وكن منفتحا ومرنا على التطوير المستمر في المشهد التعليمي المتغير.
• القيادة: لكل تغيير طليعة تأتي في المقدمة، لذلك لا تتأخر عن هذه المنزلة وكن ملهما لزملائك  خلال عملية التطوير ومثالا إيجابيا للمجتمع المدرسي.
• حل المشكلات: عالج التحديات التي تظهر بشكل استباقي باللجوء إلى الاستراتيجيات الفعالة في حل المشكلات، يضمن ذلك تحولا سلسلا نحو التطوير واضطرابات أقل داخل الفصل الدراسي.
• استخلاص العبر: حدد الدروس المستفادة من التطويرات الحالية من أجل تحسين الممارسات المستقبلية وتعزيز نموك المهني.

5. خذ استراحة محارب عندما يحين الوقت

الراحة هي عامل أساسي في زيادة الإنتاجية وتحسين كفاءتك في التدريس داخل الفصل، فالساعة الإضافية التي تخصصها لتصحيح الأوراق بينما تشعر بالتشتت والتعب ستكون أكثر جدوى إذا خصصتها لأخذ قسط من الراحة بالنوم أو الاستمتاع بتناول الغداء أو الاسترخاء في هدوء فحسب.

أكبر حجر عثرة في حصولك على قسط الراحة هو السعي المستمر وراء الكمال، فكل شيء ينبغي أن يكون مثاليا وكل تفصيلة ينبغي أن تنجز بأعلى درجات الجودة، بدلا من ذلك انظر إلى الصورة الكبيرة، فالعمل ككل أُنجز والأولويات الأكثر أهمية تحققت، وهو ما يستدعي الشعور بالامتنان وبالتالي الاستراحة قليلا لتجديد الطاقة.

يحمل وقت الراحة أهمية كبرى خاصة عندما تكون مقبلا على فترة معينة من العمل المكثف والانشغال الشديد، مثل الاستعداد لتفتيش رسمي أو امتحانات نهاية العام، لذلك احرص على أن تنال قسطا كافيا من الراحة قبل أن تدخل في معمعة العمل المكثف، فبذلك تساعد نفسك على الدخول في هذه الفترة المزدحمة بنفسية هادئة وواثقة، فضلا عن العودة بنشاط أكبر وتحقيق أداء عال، على سبيل المثال كافئ نفسك بهدية لطيفة أو سفرة قصيرة لمدة يومين أو قضاء وقت أطول مع الأسرة.

6. اطلب المساعدة من الآخرين

عندما تفوض بعض مهامك للآخرين، ستزيل أعباء هذه المهام من عقلك لتركز على مهام أخرى لا يمكن تفويضها، بهذا تنجز كل المهام دون تأخير وبأداء جيد. توجد 4 فئات يمكنك طلب المساعدة منهم وتكليفهم ببعض المهام، هذه الفئات هي:

• الزملاء: إذا كانت علاقتك بفريق عمل المادة الدراسية قوية، يمكنكم توظيف العمل الجماعي في توزيع المهام على كل أعضاء الفريق بحيث تتشاركون جميعا في تحضير المادة مثلا.
• المساعدين: أشرك المساعدين في معاونتك على إنجاز بعض المهام، اختر منهم ذوي الكفاءة والجدارة بالثقة.
• الطلاب: اطلب من الطلاب مساعدتك في بعض المهام، مثل توزيع الأوراق وجمعها ووضع الأوراق في الملفات المخصصة، تعزز هذه المشاركة من ثقة الطلاب في أنفسهم وتقوي عزيمتهم في الحفاظ على النظام داخل الفصل الدراسي.
• العمال: تتعلق هذه الفئة بأعمالك المنزلية، مثل توصيل الأبناء إلى المدرسة، التنظيف العميق للمنزل ..إلخ، قارن بين تكلفة توظيف متخصص لإنجاز هذه الأعمال (سائق- عاملة نظافة) وبين قيمة الوقت الذي تتكبده لإنجازها بنفسك، إذا كان توظيف متخصص أكثر جدوى من حيث التكلفة والوقت، فمن الأفضل أن تفوضه بأداء هذه المهمة وتوفير وقتك.

أخيرا، مع بدء العام الدراسي الجديد نأمل أن تساعدك النصائح السابقة على تنظيم عملك وحياتك بطريقة تقلل أعباءك كمدرس وتجعلك أكثر كفاءة واستعدادا للمستقبل.