إذا كان لديك طفل تم تشخيصه باضطراب طيف مثل التوحد فربما تكون قد سمعت من طبيب الأطفال عن علاج يسمى «تحليل السلوك التطبيقي». يمنح تحليل السلوك التطبيقي أملًا كبيرًا للمصابين باضطراب طيف التوحد وذويهم في أن يكونوا قادرين على الانخراط في حياة طبيعية بشكل لا يختلف كثيرًا عن سائر الناس. يستخدم تحليل السلوك التطبيقي عادة كتدخل علاجي يساعد الأشخاص المصابين بالتوحد على تحسين التفاعلات الاجتماعية وتعلم مهارات جديدة والحفاظ على السلوكيات الإيجابية.
في هذا المقال نتعرف بشكل مفصل على تحليل السلوك التطبيقي، تعريفه وجذوره التاريخية، مبادئه وأساليبه.
«ليس التوحد ما يُعرَّفني، أنا من يُعَرِّف التوحد» – كيري ماجرو
ما هو تحليل السلوك التطبيقي
تحليل السلوك التطبيقي (ABA) هو نوع من العلاج يتم تطبيقه على الأطفال المصابين بطيف التوحد واضطرابات النمو الأخرى، ويركز على نقل المهارات في مجالات محددة من الأداء، مثل المهارات الاجتماعية التواصل، المهارات الأكاديمية والتعليمية، البراعة الحركية، العناية بالنظافة الشخصية والمظهر الشخصي، وما إلى ذلك.
يتم تقديم تحليل السلوك التطبيقي في مجموعة متنوعة من الإجراءات المصممة خصيصًا لتلبية الاحتياجات الفردية، بما في ذلك المدرسة والمنزل والعيادة وغيرها من التكوينات المجتمعية. الهدف من العلاج هو مساعدة الأطفال على العمل بشكل مستقل وناجح قدر الإمكان.
يستخدم تحليل السلوك التطبيقي التعزيز الإيجابي لتعليم وتعزيز المهارات الاجتماعية وقدرات التواصل، مهارات التعلم والمهارات الأكاديمية، وعادات الرعاية الذاتية. يكون العلاج باستخدام تحليل السلوك التطبيقي مكثفًا، تستغرق الجلسات عادة ساعتين أو أكثر ويتم إجراؤها عدة أيام في الأسبوع. في المعتاد يكون العلاج متناغمًا مع الاحتياجات التنموية المحددة لكل مريض، وعادة ما تمتد دورة العلاج لمدة عامين أو أكثر.
جذور تحليل السلوك التطبيقي
يعود الفضل إلى «ثورندايك» في تطوير قانون التأثير أثناء العمل على السلوكية في الحيوانات مطلع القرن العشرين، والذي نص على أن الروابط بين السلوكيات وعواقبها يمكن تعزيزها أو إضعافها اعتمادًا على ما إذا كانت هذه السلوكيات قد تمت مكافأتها أو معاقبتها، وهو ما شكل الأساس لكثير من علاجات تحليل السلوك التطبيقي المعاصر، حيث يتم استخدام المكافآت لزيادة السلوكيات المرغوبة وتستخدم العقوبات لتقليل السلوكيات غير المرغوب فيها.
طور «سكينر» عمل «ثورندايك» وركز أبحاثه على البشر والتكييف الفعال، والتي تؤكد على استخدام التعزيز لزيادة السلوكيات المرغوبة، وقام بتطبيقها على التدريس والأبوة والأمومة في ثلاثينيات القرن العشرين ويشار إليه أحيانًا باسم «أبو العلاج بتحليل السلوك التطبيقي»
غير أن بداية التطبيق الرسمي لأبحاث سكينر لم تبدأ قبل الأربعينيات من القرن الماضي، بواسطة عالم النفس النرويجي-الأميركي «أولي إيڤار لوڤاس»، والذي أرسى أسس تحليل السلوك التطبيقي في ستينيات القرن العشرين لتعكس المبادئ التقليدية للسلوكية، وقد تطور العلاج إلى حد ما مع زيادة فهم التوحد.
في عام 1987، أصدر «لوڤاس» كتابًا بعنوان: 'العلاج السلوكي والأداء التعليمي والفكري الطبيعي لدى الأطفال المصابين بالتوحد' والذي فصَّل النتائج التي توصل إليها حول كيفية استخدام علاج تحليل السلوك التطبيقي بشكل فعال لمتحدي الإعاقة.
اليوم، أصبح العلاج من خلال تحليل السلوك التطبيقي شكلًا مقبولًا على نطاق واسع، ومستندًا على الأدلة من العلاج لأولئك الذين يعانون من مرض التوحد والإعاقات الأخرى، ويتم استخدامه لتعليم مهارات مثل التواصل والرعاية الذاتية والتنشئة الاجتماعية والأكاديمية. بالإضافة إلى ذلك، تم تطوير الجداول الزمنية للعلاج بواسطة تحليل السلوك التطبيقي لتتبع التقدم المحرز في ممارسات تحليل السلوك التطبيقي بمرور الوقت.
المبادئ الأربعة الأساسية في تحليل السلوك التطبيقي
تحتم المبادئ الأساسية لتحليل السلوك التطبيقي سبل تسهيل هذا النوع من العلاج وتشمل هذه المبادئ:
1- تطوير السلوكيات من خلال البيئة:
يعتمد علاج تحليل السلوك التطبيقي على إدراك أن الأطفال يتعلمون من بيئتهم، ويتم تطوير السلوك بمرور الوقت من خلال ردود الفعل على المحفزات المختلفة.
2- تغيير السلوكيات من خلال أشكال مختلفة من التعزيز:
يتم استخدام الثناء والمكافآت لتشجيع السلوكيات المرغوبة، بينما يعمل التعزيز التفاضلي عن طريق حجب الثناء على السلوكيات غير المرغوب فيها.
3- التعزيز الإيجابي هو الأكثر فعالية في تغيير السلوك:
التعزيز الإيجابي هو الطريقة الأكثر فعالية لتشجيع السلوك المرغوب فيه وهو أقوى من العقاب، والذي يمكن أن يكون له تأثير سلبي في كثير من الأحيان. وقد حرصت كثير من المؤسسات على استبعاد تقنيات العقاب في برامج تحليل السلوك التطبيقي، وبدلًا من ذلك تعتمد على تقييمات التفضيل المستمرة لضمان القدرة على استخدام التعزيز.
4- الحاجة إلى تعزيز مستقر من أجل تغيير حقيقي فعال:
علاج تحليل السلوك التطبيقي هو عملية مستمرة تتطلب التعزيز والمراقبة المستمرة. من خلال إعادة التقييم، يمكن أن يتقدم تحليل السلوك التطبيقي جنبًا إلى جنب مع نجاح الطفل.
المبادئ الأخلاقية لتحليل السلوك التطبيقي
في كتابهما «الأخلاق في علم النفس»، حدد «كوشر» و«كيث شبيجل» (1998) تسعة مبادئ أخلاقية للمشتغلين في مجالات علم النفس. يمكن تطبيق هذه المبادئ الأخلاقية في العديد من المجالات، بما في ذلك عمل محللي السلوك. المبادئ الأخلاقية الأساسية التسعة لـ«كوشر» و«كيث شبيجل» هي:
- عدم التسبب في الأذى
- احترام الاستقلالية
- إفادة الآخرين
- أن تكون عادلًا
- أن تكون مخلصًا
- مراعاة اعتبارات الكرامة
- معاملة الآخرين باهتمام ورحمة
- السعي لتحقيق التميز
- قبول المساءلة
7 أبعاد لتحليل السلوك التطبيقي
تسلط الأبعاد السبعة لتحليل السلوك التطبيقي الضوء على الأجزاء المهمة التي يستخدمها محللو السلوك المعتمدون لتطوير خطط علاج جذابة وفعالة للأطفال وتشمل:
1- البعد التطبيقي
يؤكد البعد التطبيقي لتحليل السلوك التطبيقي على استعمال المهارات المكتسبة. حيث يعمل المحللون المعتمدون مع الأطفال لتحديد أهداف محددة ذات صلة بحياتهم اليومية، مثل التواصل والمهارات الاجتماعية ومهارات المساعدة الذاتية. من خلال التركيز على المهارات الوظيفية الأساسية فإن تحليل السلوك التطبيقي يضمن أن يتمكن الأطفال من نقل ما يتعلمونه إلى بيئات ومواقف مختلفة.
2- البعد السلوكي
يتمحور البعد السلوكي لتحليل السلوك التطبيقي حول تحليل وتعديل السلوكيات. يقوم محللو السلوك التطبيقي المعتمدون بتقييم وتحليل سلوك الأطفال بعناية لفهم خصائصه ومحفزاته وعواقبه. يصمم محللو السلوك التطبيقي خطط العلاج خلال المراقبة المنهجية وجمع البيانات لزيادة السلوكيات الإيجابية مع تقليل السلوكيات غير القادرة على التكيف.
3- البعد التحليلي
يؤكد البعد التحليلي لتحليل السلوك التطبيقي على أهمية اتخاذ القرارات القائمة على البيانات. يستخدم المحللون جمع البيانات من خلال إعادة التقييم والملاحظة لتحديد فعالية الاستراتيجيات. من خلال التحليل المستمر للبيانات يمكن للمعالجين تعديل خطط العلاج وتتبع التقدم بشكل أفضل لضمان النتائج المثلى لكل طفل، كما يتيح ذلك لمحلل السلوك تحديد متى تقدم الطفل في مهمة ما أو إذا كان الطفل يواجه صعوبة في التقدم خلال مهمة.
4- البعد التقني
يؤكد البعد التقني لتحليل السلوك التطبيقي على الوصف الدقيق والمفصل لجميع العلاجات المستخدمة أثناء العلاج. يوثق محللو السلوك التطبيقي استراتيجياتهم وتقنياتهم وعملياتهم بطريقة واضحة وموجزة. يسمح هذا المستوى من التفاصيل لفنيي السلوك المرخصين بتكرار الاستراتيجيات الناجحة، ويضمن الاتساق عبر الجلسات، ويتيح التعاون الفعال بين فريق مقدمي الرعاية.
5- البعد المنهجي النظري
يؤكد البعد المنهجي النظري لتحليل السلوك التطبيقي على استخدام المبادئ الراسخة والنظريات المثبتة لتحليل السلوك. يبني محللو السلوك التطبيقي خطط العلاج على الممارسات القائمة على الأدلة والاستراتيجيات المدعومة بالأبحاث. بالاعتماد على المبادئ الراسخة، يمكن لفنيي السلوك المرخصين ضمان أن تكون التقنيات فعالة وعالية الجودة.
6- البعد الفعال
يركز البعد الفعال لعلاج تحليل السلوك التطبيقي على تحقيق تغيير ذي معنى. يعمل محللو السلوك التطبيقي مع العائلات ومقدمي الرعاية الآخرين لتحديد الأهداف التي لها تأثير إيجابي على نوعية حياة الطفل. سواء كان الأمر يتعلق بتحسين مهارات الاتصال أو تعزيز الاستقلال أو تعزيز الاندماج الاجتماعي، يهدف علاج تحليل السلوك التطبيقي إلى إحداث فرق كبير في نمو الطفل ورفاهيته بشكل عام.
7- البعد التعميمي
يؤكد البعد التعميمي لعلاج تحليل السلوك التطبيقي على تعميم المهارات المكتسبة والحفاظ عليها عبر مختلف البيئات والأشخاص والمواقف. يقوم فنيو السلوك التطبيقي بالسعي جاهدين لتعليم المهارات التي يمكن تطبيقها في بيئات مختلفة، مثل المنزل والمدرسة والمجتمع.
أساليب تحليل السلوك التطبيقي
في تحليل السلوك التطبيقي (ABA)، يتم تطبيق المبادئ السلوكية على الأهداف السلوكية، ويتم قياس النتائج وتحليلها بعناية. وبهذا يتفوق تحليل السلوك التطبيقي على تقنيات العلاج السلوكي الأخرى بأسسه في التحليل والمنهج العلمي ويعتبر المعيار الذهبي للعلاج السلوكي لطيف التوحد.
سنتناول فيما يلي، ثلاثة مبادئ أساسية لتحليل السلوك التطبيقي وكيف أن كل مبدأ هو جوهر ما يجعل هذه الطريقة ناجحة للغاية.
1- التدريب التجريبي المنفصل
التدريب التجريبي المنفصل Discrete Trial Training (DTT) هو استراتيجية تدخُّل منظمة للغاية تركز على تقسيم المهام إلى تراكميات صغيرة لتعليم سلوك أو مفهوم أو مجموعة من المفاهيم. يتم إجراء التدريب التجريبي المنفصل عادة في جلسات فردية مع معالج، ويقسم المهارات إلى وحدات صغيرة (منفصلة)، ويتعلمها واحدة تلو الأخرى، مع التعزيز المناسب حيث يتم إتقان كل وحدة. على سبيل المثال: في تدريس مهارات الكلام يمكن تخصيص وحدة واحدة لإنتاج الصوت (س). سيطلب المعالج عادة السلوك المطلوب، ويكافئ الاستجابة الصحيحة، ويكرر العملية حتى يتم إنتاج الصوت تلقائيا. يمكن استخدام التدريب التجريبي المنفصل لتعليم مهارات التواصل والمهارات الاجتماعية والمهارات الحركية مثل كتابة الحروف الأبجدية.
يتكون التدريب التجريبي المنفصل من أربع مكونات:
- التحفيز التمييزي: هو إشارة تُعرِّف الشخص أن التعزيز متاح إذا انخرط في سلوك معين. يمكن العثور على المحفزات التمييزية في أشكال متعددة: يمكن أن تكون توجيهات شفهية، أو وجود أشخاص أو أشياء معينة، أو إيماءات، إلخ. ثم يتم تعزيز الاستجابة المناسبة لتشجيع تكرار هذه الاستجابة في المستقبل عندما يتم إعطاء الحافز نفسه. يجب تقديم الحافز فقط عندما يتم الاستحواذ على انتباه المتعلم. يتم تكرار الحافز ذاته حتى يربط المتعلم بين الحافز والاستجابة.
- استجابة الطفل: هي السلوك الظاهر كاستجابة للمثير التمييزي. يجب أن تكون الردود قابلة للملاحظة وموصوفة بوضوح.
- التعزيز الإيجابي: يعمل التعزيز الإيجابي كتغيير في الحافز الذي يتبع الاستجابة والذي يعمل على زيادة وتيرة السلوك في المستقبل.
- الفاصل الزمني بين التجارب: الفاصل الزمني بين الفترات الزمنية هو التوقف المؤقت لمدة 3-5 ثوان بين النتيجة والحافز. هذا التوقف المؤقت هو بمثابة مؤشر على بدء تجربة جديدة.
2- المحاكاة النموذجية Modeling
هو أسلوب يقدم فيه المعالِج مثالاً على السلوك المطلوب، إما أن يظهره شخصيًا أو يقدم تسجيلًا بالفيديو أو الصوت للسلوك المطلوب. ثم يطلب من المتعلم تقليد السلوك المستهدف. على سبيل المثال: في تدريس المهارات الاجتماعية قد يُعْرَض على المتعلم مقطع فيديو لشخص يقول: «شكرًا لك» عند إعطائه لعبة أو أي شيء آخر، ثم يطلب منه تكرار السلوك عندما يسلمه المعلم شيئًا.
يعمل هذا الأسلوب على تطوير قدرة المتعلم على نقل المهارات والسلوك المكتسب من النماذج والتفاعلات مع الآخرين عبر الوقت، إنه ينطوي على ممارسة المهارات بدقة وفي كثير من الأحيان بما يكفي بحيث يمكن للمتعلم الاستفادة من هذه المهارات عند الحاجة في أي موقف أو بيئة.
3- نظام التواصل عبر تبادل الصور (PECS)
يتضمن هذا الأسلوب استخدام الصور لتعليم مهارات التواصل والمفردات للأطفال. يعطِي الطفل (الذي يعمل مع مجموعة من البطاقات التي تحتوي على صور للأطعمة أو الأشياء الأخرى) للمعالج صورة العنصر المطلوب، وفي المقابل يوفر المعالِج العنصر الموضَّح في الصورة. يمكن استخدام هذا الأسلوب مع الأطفال الذين يفتقرون إلى مهارات الكلام كوسيلة للتعبير عن احتياجاتهم.
يستخدم هذا الأسلوب أيضًا لتوسيع مهارات التواصل لأولئك الذين يستطيعون التحدث وتعليمهم كيفية التعبير عن رغباتهم واحتياجاتهم بطرق متكيفة اجتماعيًا بينما يتطورون في استخدام المفردات متزايدة الصعوبة وبناء الجملة.
4- أنظمة التعزيز
تتضمن أنظمة التعزيز استخدام طرق لتعليم الأطفال تبعات الانخراط في سلوكيات وأنشطة محددة بهدف زيادة احتمالية تكرار مثل هذه السلوكيات في المستقبل. على سبيل المثال: قد تكون إحدى طرق التعزيز هي نظام الرمز المميز، حيث يربح الطفل رموزًا كشكل من أشكال المكافأة على إنجاز السلوك المستهدف. يمكن بعد ذلك استخدام هذه الرموز في مقابل بعض النشاط المطلوب، مثل السماح بلعبة معينة أو لعبة كمبيوتر، والتي تعمل كمعزز احتياطي.
يتم تقسيم جميع السلوكيات المرغوبة إلى خطوات أصغر، ومع تعلم كل خطوة يُكافَأ الطفل على نجاحه في تنفيذ السلوك المستهدف. عادة ما يقوم معالجو تحليل السلوك التطبيقي بإجراء تدريب للآباء ومقدمي الرعاية بحيث يحدث التقدم السلوكي خارج الإطار السريري.
يحدد المعالج عناصر كل سلوك يكون فيه التغيير مطلوبًا، وهذه العناصر هي: المقدمات والسلوك والنتيجة المترتبة على السلوك. المقدمات هي ما يدفع الشخص إلى التصرف. السلوك هو الاستجابة نفسها، والتي يمكن أن تكون فعلًا أو تعبيرًا لفظيًا يهدف العلاج إلى تغييره. والنتيجة هي ما يتبع السلوك مباشرة.
5- جمع البيانات وتحليلها
أحد أسباب نجاح تحليل السلوك التطبيقي هو أنه يعتمد بالكامل على البيانات. يعتمد كل قرار تعليمي على أساس البيانات والتحليل لإبلاغ المعلم إذا تم إحراز تقدم.
في تحليل السلوك التطبيقي يتم جمع البيانات وتسجيل المعلومات السلوكية، يمكن أن تكون هذه السلوكيات مرغوبة أو غير مرغوب فيها. ثم يتم استخدام البيانات لتمكين المدربين (أو التطبيق الحاسوبي) من معرفة ما هو قابل للتنفيذ، ثم تقييم أنواع طرق التدخل الأكثر ملاءمة للمتعلم الفردي.
يسهل استخدام جمع البيانات وتحليلها على المعلمين فهم أنماط السلوك وقياس تقدم المتعلم. الأهم من ذلك أنه يعني أن جميع القرارات المتعلقة بمنهجية التعلم يتم توظيفها تعليميًا ومعرفيًا بسبب استنادها إلى البيانات. إنه النهج العلمي الذي يجعل تحليل السلوك التطبيقي ناجحًا جدًا ومطلوبًا.
ما هي فوائد استخدام تحليل السلوك التطبيقي؟
على الرغم من أن علاج تحليل السلوك التطبيقي غالبًا ما يرتبط بالأطفال المصابين بالتوحد، إلا إنه يقدم فوائد للأفراد عبر مختلف الفئات العمرية والظروف. لا تقتصر استراتيجياتها على أولئك الذين لديهم تشخيصات رسمية. حتى الأفراد الذين ليس لديهم حالات محددة يمكنهم تسخير تقنيات تحليل السلوك التطبيقي لتعزيز بعض المهارات لديهم، مثل التنظيم الذاتي والتواصل. فيما يلي لمحة عن التطبيقات المتنوعة لتحليل السلوك التطبيقي:
- اضطراب طيف التوحد ومتلازمة أسبرجر: يركز تحليل السلوك التطبيقي على تحسين التواصل والتفاعلات الاجتماعية، ومساعدة الأفراد على تفسير الإشارات غير اللفظية وإدارة العواطف، بما في ذلك القلق.
- اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه ADHD: يوفر تحليل السلوك التطبيقي نهجًا منظمًا يدعم التنظيم الذاتي والتحكم في الانفعالات وتحسين استراتيجيات التواصل، مما يفيد كلاً من الأطفال والبالغين.
- اضطراب التحدي المعارض (ODD): يساعد تحليل السلوك التطبيقي في تنظيم المشاعر والتفاعلات الإيجابية مع شخصيات السلطة وإدارة الاندفاعات. غالبا ما تستخدم تقنيات التعزيز لتحفيز الالتزام بالقواعد وإكمال المهام.
- الإعاقات الذهنية: بالنسبة لحالات مثل متلازمة داون، يدعم تحليل السلوك التطبيقي تعديل السلوك لتعزيز مهارات العيش المستقل، من التفاعلات الاجتماعية إلى الروتين اليومي.
- القلق: يساعد تحليل السلوك التطبيقي الأفراد في تحديد وإدارة المحفزات العاطفية وصياغة استراتيجيات التأقلم، وتطوير مهارات حل المشكلات للمواقف العصيبة.
الأسئلة الشائعة حول تحليل السلوك التطبيقي
- هل يمكن تطبيق تحليل السلوك التطبيقي في المنزل؟
ج: لاستخدام تحليل السلوك التطبيقي في المنزل: اختر سلوكيات محددة للعمل عليها، وحدد أهدافًا واضحة، واستخدم مكافآت متسقة وأساليب إيجابية لتشجيع السلوك الجيد وتثبيط السلوك الصعب أثناء الأنشطة اليومية.
- ما هو العمر المناسب للحصول على أفضل نتائج تحليل السلوك التطبيقي؟
ج: بدء علاج تحليل السلوك التطبيقي في أقرب وقت ممكن أمر بالغ الأهمية للحصول على أفضل النتائج. تشير الدراسات إلى أن بدء تحليل السلوك التطبيقي قبل سن الرابعة يمكن أن يعزز نمو الأطفال بشكل كبير، وأن يحسن المهارات الاجتماعية والتواصلية ويسهل عليهم التفاعل مع الأطفال الآخرين.
- ما هي عيوب تحليل السلوك التطبيقي؟
ج: بطبيعة الحال لا وجود لنظام يخلو من السلبيات، إلا إن الفوائد الجمة لهذا العلاج تطغى على سلبياته، على أي حال يمكن تلخيص أهم السلبيات لعلاج تحليل السلوك التطبيقي فيما يلي:
- يمكن أن يكون مكلفًا بالإضافة إلى طول أمد العلاج، حيث يحتاج الطفل إلى نحو 20-40 ساعة أسبوعيًا من العلاج.
- يمكن أن يتحول الأطفال إلى شخصيات مسبقة البرمجة ذات سلوكيات روبوتية، ولا يتعلمون التفكير بشكل مستقل.
- لا يعتبر علاجًا جذريًا بنسبة 100% لكافة الحالات، وإنما يقتصر أحيانًا على تقليص السلوكيات المترتبة على الاضطراب ومظاهره وأعراضه.
- هناك مخاوف بشأن استخدام بعض المحفزات غير المحببة في بعض ممارسات تحليل السلوك التطبيقي، وهو بشكل عام فإن هناك اتجاهًا لدى كثير من المؤسسات لتجنب الاعتماد على المحفزات العقابية وغير المحببة.
- كيف يمكن أن أكون متخصصًا تحليل السلوك التطبيقي؟
ج: إذا كنت حاصلاً على الثانوية العامة بحد أدنى، وعمرك 18 عامًا فأعلى، فأنت مؤهل للالتحاق بالدورة التدريبية المؤهلة لدخول اختبار فني محلل سلوك تطبيقي Applied Behavior Analysis Technician® (ABAT®) وفق متطلبات مجلس اعتماد تحليل السلوك التطبيقي المؤهل QABA. وكذلك البورد الدولي لتحليل السلوك IBAO، والتي تقدمها أعناب:
التحق بدورة أساسيات تحليل السلوك التطبيقي الآن!
ختاما
يعتبر نهج تحليل السلوك التطبيقي تدخلًا علاجيًا معترفًا به على نطاق واسع، حيث ثبتت فعاليته في علاج الأفراد المصابين بالتوحد واضطرابات النمو الأخرى. وبشكل عام، فإن أساليب تحليل السلوك التطبيقي المثبتة بالأدلة قد جعلت من هذه المنهجية بمثابة حجر زاوية في العلاج السلوكي، حيث منحت آمالًا عريضة في الوصول إلى تحسن ملموس في نوعية الحياة للعديد من الأفراد، وعززت من قدرتهم على التكيف في مواجهة التحديات المتنوعة. يعتبر الحصول شهادة معتمدة دوليًا في مجال تحليل السلوك التطبيقي قيمة مضافة للعاملين -أو الراغبين في العمل- في مجال التعليم بجميع مراحله، وبالأخص التعليم الموجه لذوي الاحتياجات الخاصة، والمؤسسات المهتمة بالتعامل مع صعوبات التعلم.