الدراسة في رمضان حضوريًا بعد غياب ١٤ عامًا!

”تعود الدراسة في رمضان حضوريًا، بعد غياب ١٤ عامًا“.

يستعد طلاب وطالبات المملكة للدراسة في رمضان لأول مرة وبشكل حضوري بعد أن كان عام ١٤٢٨هـ هو آخر عام للدراسة في رمضان.

نستطيع أن نستشعر قلق بعض الأهالي والمعلمين والمعلمات تجاه الدراسة الحضورية في رمضان. الكثير يفكر كيف سيكون تركيز الطلبة للدروس خلال الصيام؟ وكيف سيؤدون فروضهم المدرسية أثناء يومهم المتقلب؟ بل كيف سيشاركون في الدروس بنشاط ولم يحصلوا على النوم الكافي؟

في البداية، لا ننس بأننا شهدنا في الماضي الدراسة في شهر رمضان لسنوات طويلة - وهذه دعوة بسيطة للاطمئنان-، لكن هناك بعض الدراسات المطمئنة أيضًا والتي تربط بين الصيام وتطور الصحة العقلية. هنا بعض النقاط التي يجب استحضارها من قبل المعلمين والمعلمات خلال شهر رمضان والتي قد تساهم في تيسير الدراسة:

• استخدام التقنية: دعونا نتفكر جيدًا ما الذي تغيّر خلال ال١٤ عامًا الماضية؟
  ما الذي أصبح متوفرًا الآن ولم يكن كذلك قبل ١٤ عامًا؟ إنها التقنية بأجهزتها ووسائلها من البريد الإلكتروني ومواقع الإنترنت والشبكات الإجتماعية وغيرها. ساعدتنا التقنية على الدراسة خلال الجائحة، وتستطيع أن تساعدنا أيضًا خلال الدراسة الحضورية في شهر رمضان في تسهيل تسليم الفروض والواجبات وكذلك في التواصل مع الطلبة وأهاليهم.
• وضع المواد الأكثر صعوبة في بداية اليوم: من المفترض أن يبدأ الطلاب يومهم الدراسي بعد استيقاظهم وحصولهم على النوم الكافي، لذلك يُفضّل أن تكون المواد الصعبة أو التي تحتاج إلى التركيز بشكل عال في بداية اليوم. هناك دراسة لتأثير الصيام على الإدراك، تشير إلى أن الاستجابة السريعة تكون في ذروتها أثناء الصباح وتنخفض بعد الظهر.
• تشجيع الطلبة والطالبات على الأكل الصحي والحصول على النوم الكافي: الكثير من الطلبة والطالبات يثقون بآراء معلميهم ويقدّرون نصائحهم، لذلك من المهم أن ينصح المعلم طلابه ويشجعهم على تناول الخضروات ويذكرهم بشرب الكثير من السوائل والحصول على النوم الكافي. وكما قيل أن العقل السليم في الجسم السليم، سيساهم ذلك بشكل إيجابي على تركيز الطلبة أثناء الدروس ومشاركتهم.
• تحضير الدروس: الاستعداد الجيد قبل الدرس يساهم في إيصال المادة التعليمية بشكل سلس وفعّال. وحيث أن المعلمين والمعلمات هم خبراء في ذلك، لا بأس من التذكير بأن وقت الدرس في رمضان قد تقلّص إلى ٣٥ دقيقة، لذلك من الضروري الاستعداد جيدًا لإعداد الدرس القصير عن وقته المعتاد. رتّب الأولويات، وابدأ الدرس بالموضوع الأكثر أهمية، وشدد على أهميته من خلال تكراره أثناء وقت الدرس، ودع الموضوع الأقل أهمية قبل انتهاء الدرس بوقت قصير.
• استخدام خرائط المفاهيم أو Concept Map: إذا لم تستخدم الخرائط المفاهمية مسبقًا، فهذه فرصتك لاستخدامها خلال شهر رمضان خاصة إذا كان المادة تحتوي على الكثير من المعلومات. إن خريطة المفاهيم هي أداة رسومية تصور العلاقات بين المفاهيم، وهي تساعد على تقديم المعلومات الجديدة للطلبة والربط بين هذه المعلومات والمعلومات السابقة بطريقة مفيدة. هناك الكثير من الدراسات التي تشير إلى أن استخدام خرائط المفاهيم يساهم بشكل إيجابي على التعلم وتحليل المادة الدراسية وتصويرها بشكل واضح في ذهن المتعلم.
• هوّن على نفسك وعليهم: لا بد من مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة، وكذلك اختلاف العادات بين الأهالي أثناء شهر رمضان، فهناك طالب قدم من منزل يسهر الليل كله فلا يقاوم السهر معهم ويغلب النوم عليه أثناء النهار، وآخر بنيته الجسدية هزيلة تزداد شحوبًا أثناء شهر رمضان فيتشتت تركيزه في الدرس. عليك بالنصيحة وتشجيعهم على الغذاء الصحي والنوم الكافي والتواصل مع الأهل. قد ترغب على سبيل المثال في استخدام وسائل التقنية المختلفة في استلام الفروض المدرسية كبديل من تقديمه حضوريًا عند اعتذار أحدهم عن تسليمه في الوقت المحدد. ولنتذكر دائمًا أن رمضان شهر الرحمة.

شاركونا بنصائح عملية من واقع تجربتكم لتسهيل الدراسة في رمضان على الطالب والمعلم. أسرة أعناب تتمنى لكم رمضانًا مباركًا ودراسة موفقة، وكل عام وأنتم بخير!

المصادر:

Studying Effect of Fasting during Ramadan on Mental Health

Is Ramadan fasting related to health outcomes? A review on the related evidence

Effects of Fasting During Ramadan Month on Cognitive Function in Muslim Athletes